الرئيسية / قصص طويلة / تذكر زوجتك من صنعك فتبسم تبتسم حياتك .. وأعلم أن بناء البيت السعيد يلزمه الصبر الصدق الحب

تذكر زوجتك من صنعك فتبسم تبتسم حياتك .. وأعلم أن بناء البيت السعيد يلزمه الصبر الصدق الحب

تزوجوا بعد قصة حب جميلة وبعد مرور أسبوعين أستيقظ الزوج ليذهب إلى العمل وذهب الى الحمام ليغسل وجهه نظر في المرآة فإذا بوجهه مليء بالرسومات بمختلف الألوان ..

كانت زوجته الصغيرة المجنونة الطفولية والبريئة القلب قد خربشت قليلا على وجهه وهو نائم وقد فعلت ذلك بحب كبير طامعة أن تضحك في الصباح قليلاً عليه فيركض خلفها يمسكها ويقرصها من خدها ثم يعانقها بقوة ويخبرها بأنه يحبها ثم يضحكا على وجهه طيلة اليوم ..

هكذا كانت تحلم تلك المسكينة حينما فعلت ذلك في الليلة الماضية ، ولكن غسل الزوج وجهه وهو غاضب ثم توجه إلى المطبخ لكي يشرب القهوة التي أعتادها كل صباح وكانت لم تُعدها ، حيث أرادت أن تشاجره قليلاً طمعا في بعض الرومنسية التي طالما رأتها في الأفلام وقرأت عنها في الروايات ، لكنه حين لم يجد القهوة زاد غضبه وذهب اليها ، إبتسمت ظنت بأنه سيضحك في وجهها ويعاتبها معاتبة الأطفال الصغار ، لكنه صرخ في وجهها وصفعها حتى طرحها أرضاً وقال :
”أنـا لـم أتـزوجـكِ لألـعب مـعـك
*أنا رجل ولست طفلاً صغيراً ، تزوجتُ لأكوّن أسرة لأنجب أولاداً لأكون رجلاً في أعين الكل ..*

*هل جننتِ تريدين أن تعيشي قصة عشق وغرام ورومنسية ، أفيقي فأنت لست بطلة أحد الأفلام وتلك الروايات التي كنتِ تقرئينها قد أنتهى زمنها وهذه القصص لاتصنع البيت ولا الطعام ولا تربي لك أبناءك ..*

*قال هذا وهو يصرخ في وجه المسكينة ثم قال لها وهي تبكي ..*
*قال لها :*
*اليوم سأعزم أصحابي إلى الغداء ، أريد أن يكون كل شيء جاهزاً عندما أحضر هل فهمتِ وياويلك اذا وجدتُ نقصاً منكِ ..*

*وخرج وهو يرى نفسه السيّد الآمر الناهي في البيت .. يرى نفسه الرجل الذي لاتخرج زوجته عن طوعه ..*
*تركها مكسورة مخذولة تبكي بشدة حتى إنها لم تستطع أن تتنفس جيداً فهي مريضة وحين تبكي يكاد ينقطع نفسها ، ثم أسرعت في تحضير طعام الغداء والدموع لاتفارق خديها ، ولم يكفه كونه فعل ما فعل بل قص على أحد رفاقه ما حدث في الصباح وهو يضحك ويقول :*

*قال حب .. رومانسية .. حياة زوجية ..*
*قال ورد على نفسه قائلاً:*
*هكذا يجب معاملة النساء ياصاحبي وإلا فإنها لن تتعلم المسؤولية أبداً ولن تكون أماً صالحة عليها أن تعلم أن الزواج ليس كما تشاهده وتقرأ عنه تلك مجرد قصص لجلب الأرباح عليها أن تعلم أن الزواج ليس لعبة ورواية كالذي تقرأ عنه ..*

*ولكن لحسن الحظ فإن صديقه ذلك لم يكن مثله*

*بل لم يسمح له بإكمال حديث وقاطعه قائلاً :*

*أي رجل أنت وما كل هذه القسوة ..!!*
*أهكذا تعامل زوجـتـك*

*أهكذا يكون الزوج الصالح*
*أما سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول:*
*”رفقا_بالقوارير”*
*فهي كالقارورة المصنوعة من الزجاج عليك أن تعاملها برفق وأن تحن عليها وأن تكون لطيفاً معها تداعبها ولا تكسر بخاطرها أما علمت أنه قال صل الله عليه وسلم :*
*الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة ..؟؟*

*ويحك يا رجل ما ذكرته قبل قليل من طبخ وتربية للأبناء هو في الأصل من بسيط وظائفها وكونك لطيفاً حنوناً معها لن يزيدها إلا حباً وشغفاً بك وستقوم بشغلها دون أن تخبرها أنت بذلك ، لكنها ليست خادمة لديك وليست جارية وماتزوجتها إلا لتسكن إليها وتركن إليها عند حاجتك وحزنك وألمك ..*
*عد إلى رشدك ياصديقي وتب الى الله وعد إلى زوجتك وأكرمها ولا تُحزنها بعد الآن ..*

*حزن الزوج وندم وأحس بضعف شديد ولام نفسه وعاتبها ، ثم قرر الإتصال بها كي يخبرها بأنه ألغى عزومة أصدقائه ، ولكن فلتستمر في تحضير الغداء لهما وحدهما ..*

*رن الهاتف لكنها لم ترفع السماعة كالعادة ، أعاد الإتصال لكن لم يجب احد “قال لا بأس ربما هي مشغولة ولم تسمعه” ..*

*عاد إلى المنزل مسرعاً رن الجرس لكن لم يجب أحد بحث عن مفتاحه لكنه نسي بان يأخذه معه في الصباح ..*
*فقد خرج غاضباً وإذ به يسأل نفسه ماذا هو فاعل وهو يرن الجرس ولكن لم يجبه أحد ..*
*وفجأة رن هاتفه ، وكان المتصل هو اخو زوجته ، حيث أتصلت به زوجته عندما أحست أنها ليست بخير لياخذها الى المستشفى ..*

*أجابه فقال له أخوها أخي نحن الآن في المستشفى ..*
*قال ذلك وصوته الباكي يصرخ كاد يتوقف قلب زوجها من الخوف*
*وفكر أن يكون قد أصابها مكروه قد أرهقت ركبتيه وتملك الخوف منه ولم يقدر على السير أوقف تاكسي ..*

*وذهب إلى المستشفى وجد كل اهلها هناك والحزن بادِ على وجوههم. ..*
*وظن بانهم سيقابلونه بغضب وأن تكون شكته اليهم لكن يبدو أنها لم تفعل سلم على الجميع وبقي ينتظر معهم ماسيقوله الطبيب ..*

*بعد عدة ساعات خرج إليهم الطبيب مطأطئ الرأس وقال لهم ببالغ الحزن والأسى “الله يرحمها”*
*كان قلبها ضعيفاً جداً ربما حزنت بشدة وذلك كان سبب ضعف قلبها وجاءت الينا متأخرة*
*( إنا لله وإنا إليه راجعون الدوام لله وحده ..)*

*بكى الجميع بقهر والم خاصة الزوج فالمه كان أكبر لندمه ولومه لنفسه غسلتها أمها وتم دفنها..*

*وفي المساء عاد الزوج إلى البيت بعد أن أخذ المفتاحين من أخ زوجته المتوفية مفتاحه هو ومفتاحها دخل الى البيت ، فوجد المائدة مغطاة نزع الغطاء فوجد أشهى الأطباق وأجملها ورأى ورقة معلقة على باب الثلاجة ، فتحها فوجد المكتوب:*
*” حبيبي ..”*

*آسفة لأني أردت منك أن تخون عادات وتقاليد مجتمعك ..*

*آسفة لأني طمعتُ في أن تخرج عن تحجر قلوب الرجال ، وأن تسمعني قليلا من كلام الغزل وتعانقني وتقولي لي بأنك تحبني ..*

*سامحني لأني أردتُ منك أن تعاملني على قدر عقلي الطفولي وقلبي الذي لازال صغيراً ولم يكبر مع الحياة ..*

*أرجو أن يعجب الطعام أصدقاءك حبيبي وأعدك أني لن أحزنك أو أغضبك بعد اليوم أبداً أعدك ..*
*أحبك كثيراً ..”*

*نظر إلى المائدة وبعثرها في كل مكان ، وجلس أرضاً يبكي بصراخ ويقول ماذا فعلت ياحبيبتي قتلتك بقسوتي سامحيني ..*

*الـعـبـره مـن الـقـصـة:*
*———————*
*في زماننا هذا نعيب الرجل الذي يعشق زوجته ويدللها ،ونسينا أن الرفق بهم أعظم رجوله وأمر من الله ، قال تعالى :*
*(ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لأيات لقوم يتفكرون)*

*تذكر زوجتك من صنعك فتبسم تبتسم حياتك ..* *وأعلم أن بناء البيت السعيد يلزمه الصبر الصدق الحب ..*

*تمنياتنا لكم بالسعادة الدائمة لكل زوجين ، ونهدي الأزواج هذا الدعاء :*

*اللهم أصلح بيني وبين زوجتي ، وزينا بالحب وجملنا بالستر ، وأهدنا لبعض ولاتجعل لحاقد أو لحاسد مكان بيننا ، وأكفينا شر الشيطان وكيد البشر ..*

*اللهم أجعلها لي كما أحب ، وأجعلني إليها كما تحب ، وأجعلنا إليك ربنا كما تحب وترضى ..*

*اللهم أدخل الفرحة بيوتنا ، وبيوت المسلمين جميعا ..*
*اللهم تقبل منا ومنكم صالح الدعاء ..*