الرئيسية / جديد 3 / لماذا ننام ساعات أكثر في فصل الشتاء ؟

لماذا ننام ساعات أكثر في فصل الشتاء ؟

خلال فصل الشتاء ، تدخل الكثير من الحيوانات التي تعيش في المناطق الباردة في حالة السبات وذلك بسبب عدم وجود درجة حرارة كافية لرفع درجة حرارة الجسم، وبالطبع فإن الإنسان لا يدخل في حالة السبات، ولكنه يشعر بصعوبة التحرك من السرير في صباح يوم شتوي بارد، والآن هل افتراض أن البشر بحاجة إلي المزيد من النوم في فصل الشتاء صحيح أم لا؟
فالإجابة الصحيحة على ذلك ، هي أننا لسنا بحاجة إلي المزيد من النوم أثناء فصل الشتاء ، ولكن نظراً للعوامل الخارجة عن إرادتنا و سيطرتنا ، نحن بالتأكيد نريد ذلك .
وإن دورات تنظيم النوم عند البشر ترتبط بالضوء، وذلك لأن الضوء يمنع إفراز الميلانونين في الغدة الصنوبرية التي تفرز في الدماغ، وبالتالي بحلول الظلام تبدأ الغدة بإفراز الميلانونين بكثر، وهذا يجعلنا نشعر بالنعاس . وفي الصباح تتوقف الغدة عن النشاط وإنتاج الهرمون وهذا يساعد علي الإستيقاظ . ولذلك نشعر بالنعاس بكثرة في  فصل الشتاء بسبب قصر فترة النهار ، لأنه يتم إنتاج الكثير من الميلانونين .
وهناك اعتقاد أخري عن حاجاتنا إلي المزيد من النوم أثناء فصل الشتاء وهي أن ظروف فصل الشتاء عموماً تدفعنا للنوم كثيراً . فمثلاً عندما يحل الليل مع برودة الجو فهذا أنسب فرصة لقضاء ليلة نوم هادئة . لذلك لا تندهش أن العديد من الناس يجدون صعوبة في مغادرة السرير صباحاً وخصوصاً في شهر يناير.
و ليس هناك حاجة بيولوجية فعلية للحصول علي عدد ساعات نوم إضافية في فصل الشتاء. لأن هناك المزيد من التباين في معدل احتياجات الأفراد للنوم . فكل فرد يختلف عن الأخر في عدد ساعات النوم التي يحتاجها جسده لأداء وظائفه بصورة طبيعة في الفصول المختلفة .
 وعلى الرغم من أن الساعة البيولوجية في الجسم تنظم عمل الجسم بالتناغم مع البيئة المحيطة بالإنسان، فالضوء في النهار يؤثر على الجسم ونقص الإضاءة في الليل لها تأثير آخر ، فإن حاجتنا للنوم لا تتوافق تماماً مع طول الأيام . فمثلا في دولة الإسكندنافية  يكون هناك ساعات قليلة من الضوء في الشتاء والناس ليسوا في حاجة للنوم طوال 20 أو18 ساعة بمعدل يومي . وكذلك ، في فصل الصيف ليس هناك سوى بضع ساعات من الظلام  وبالتالي فالناس غير قادرين على التأقلم بساعتين أو ثلاث فقط .
ويعد عدم التوازن في الضوء والظلام هو المتهم الأول والرئيسي في زيادة الإضطرابات العاطفية ( المزاج النفسي ) الموسمية، يتسم فصل الشتاء بالشعور بالتعب والاكتئاب وزيادة الوزن، وليس من قبيل المصادفة أن علاج الإضطرابات العاطفية الموسمية  تتضمن عادة العلاج بالضوء وذلك لإعادة تنظيم الساعة البيولوجية في الجسم .
وفي النهاية ، هذا لا يعني أنك إذا كنت تحصل على القدر الكافي من عدد ساعات النوم ، فأنت لست بحاجة إلى ساعات إضافية لمجرد أنك في فصل الشتاء. ولكن إذا كنت لا تحصل علي عدد ساعات كافية ومنتظمة للنوم فأنت بحاجة إلي ساعات إضافية  لتحقيق التوازن لجسمك .