الرئيسية / خطيب / ما هو علم الخرائط ؟

ما هو علم الخرائط ؟

علم الخرائط هو دراسة وفن رسم وصناعة الخرائط، ويتضمن هذا تطبيق العناصر العلمية والفنية على حد سواء، والجمع بين المواهب الرسومية والمعرفة المتخصصة لمبادئ التجميع والتصميم والتقنيات المتاحة لإنشاء الخريطة.

تعريف علم الخرائط

علم الخرائط ممارسة لإنشاء الخرائط لغرض توصيل المعلومات المكانية والطبوغرافية والجغرافية، ويعد علم الخرائط والجغرافيا مجالين وثيقي الصلة للدراسة، بحيث أن كل واحد منهما يعتمد على الأخر لوصف مكان على كوكبنا بالشكل الصحيح، وكلاهما يسهلان علينا فهم العالم الذي نعيش فيه.

علم الخرائط يعد مجالا معقدا دائم التغير، ولكن في المجمل علم الخرائط عملية تشمل كل شيء بدءًا من جمع بيانات المصدر وتقييمها ومعالجتها، وهذا يتطلب مزيجا من الفهم الفريد للعلوم والفن والتكنولوجيا، وفي الغالب يتم تقسم هذه العملية على مجموعة من الأفراد الذين يعملون معا لإنشاء الخريطة.

علم الخرائط يلعب دور مهما في الكثير من المجالات، وقد تعد دوره كمجرد رسمة لمعرفة المواقع والإتجهات، فالأن أصبح للخرائط دور أكثر حيوية من أي وقت مضى، حيث تواجه الإنسانية مشاكل حقيقية تواجه إستمراريته على هذا الكوكب، خاصة المشاكل البيئية.

علم الخرائط الحديث

شهد علم الخرائط، مثل العديد من مجالات تكنولوجيا المعلومات، تغيرات سريعة في العقد الماضي، وقد تظهر الخرائط الحديثة في شكل مطبوع، أي على صفحة، أو كصورة ديناميكية يتم إنشاؤها على شاشة عرض الكمبيوتر.

تغيرت الطبيعة الأساسية لرسم الخرائط مع التقنيات المتطورة، ما وفر لرسامي الخرائط أساليب جديدة لتصور المعلومات المكانية ونقلها، وتم إستبدال الأساليب التناظرية التقليدية لصنع الخرائط بأنظمة رقمية قادرة على إنتاج خرائط تفاعلية ديناميكية يمكن معالجتها رقميًا.

بينما لا تزال تقنيات القلم والحبر السابقة لصنع الخرائط موجودة، إلا أنه من السهل أن يقوم شخص جالس في بيته بإستخدام أحدث أجهزة الكمبيوتر وبرامج الرسم، في معظم الحالات، دون أي خسارة في جودة الصورة، بإنشاء خرائط بشكل أسرع وبتكلفة أقل من ذي قبل.

تاريخ علم الخرائط

يعود تاريخ الخرائط إلى أبعد بكثير من التاريخ الذي تم فيه تحديد تعريف لعلم الخرائط، وقد تم ذلك لأول مرة على جدران الكهوف في عصور ما قبل التاريخ، وتم الإحتفاظ بها للتعرف على مواقع المدن والكنوز المفقدوة في العالم القديم، وقد تكون اللوحة الجدارية في جاتال هويوك التي يرجع تاريخها إلى الألفية السابعة قبل الميلاد، واحدة من أقدم الخرائط في العالم.

بدأ الشكل الحديث لعلم الخرائط في التطور خلال القرن السادس قبل الميلاد فصاعدا، وقد ساهم في هذا التطور الرومان القدماء والإغريق، وفي الشرق أسهمت الحضارات القديمة والمزدهرة في الهند والصين، حيث تم رسم أحد أقدم الخرائط في العالم، لتشهد نقلة نوعية خلال القرن الثامن للميلاد من قبل العلماء العرب الذين ترجموا الأعمال القديمة للإغريق.

تطور علم الخرائط

إختراعات مثل التلسكوب والبوصلة وبداية عصر الإستكشاف في القرن الخامس عشر كلها أمور أحدثت ثورة في علم الخرائط، وساهمت في إكتشاف أماكن جديدة في العالم، بما في ذلك الأمريكيتين، ما خلق عنه خرائط جديدة لخريطة العالم.

في سنة 1492 تم رسم خريطة من قبل الألماني مارتن بهيم، كانت من أكثر الخرائط تطورا وأكثرها دقة في العالم أنذاك، وسرعان ما أدت المزيد من الإختراعات والإكتشافات والإستكشافات إلى ظهور الأشكال الحديثة للخرائط.

الخريطة الموضوعية والعامة

يمكن تقسيم الخرائط إلى فئتان عريضتان، الخرائط العام، والخرائط الموضوعية، وبالرغم من أن خريطة العالم واحدة، إلا أن المحتوى في كلا الخرائط يختلفان في بعض الأمور، ويمكن تعريف هذه الخرائط  :

  • الخرائط العامة : هي الخرائط الأكثر شيوعا والتي تستهدف عامة الناس، والمخصصة لمعرفة مواقع المدن والقارات والأماكن وغيرها، ويمكنها أن تكون خرائط شاملة لكوكب الأرض، أو لمناطق أو دول معينة، والغرض منها يكمن من معرفة الأماكن وأسمائها والإتجاهات المؤدية لها.
  • الخرائط الموضوعية : هي الخرائط التي تستهدف فئة معينة من الجمهور، والغرض منها لا يكون لمعرفة أسماء الأماكن أو الإتجاه، وإنما لعرض بعض المعلومات الجغرافية وغيرها، على سبيل المثال، قد تشمل هذه الخريطة المناطق التي تعرف أكبر معدل لزراعة الأرز في العالم، والأكثر إنتاجا أو إستهلاكا.