يعد الوسواس القهري أحد الاضطرابات النفسية المتمثلة بالوسواس والهواجس غير المرغوب بها، إذ يختلف صاحب الشخصية الوسواسية أو ما يسمى بالشخصية القلقة عن غيره من الشخصيات في طبعه، بأنه مغرم بالتنظيم والترتيب، ويعشق الدقة والتفاصيل، كذلك يتضايق حينما يختلف ترتيب الأشياء أو عندما تجرى الأمور على غير عادتها، لذا سنتعرف في هذا الفيديو عن صفات الشخصية الوسواسية بصورة تفصيلية ..
صفات الشخصية الوسواسية
1 – يتصف مرضى الوسواس القهري بالمثالية لدرجة ربما أعاق إكمال أي مشروع يبدأه؛ بسبب تلك المثالية المقيدة لروح العمل.
2 – يشعر أن الأمور يجب أن تقف؛ لأنها تسير بلا ضوابط وعلى غير هدى، فالانضباط في حس تلك الشخصية هو التطبيق الأعمى لقواعد وأنظمة ذلك المشروع.
3 – يتجه للعمل والإنتاجية دون اعتبار لحاجة الإنسان للمتعة والراحة، كما لا يهتم لظروفه وحاجاته الحياتية، فاتباع القواعد، والأنظمة هو الهدف المنشود ولا شيء سواه.
4 – لا يعتد لصداقاته ولا لذويه، إن اختلفت حاجات أولئك مع روتينهم المعتاد، فلا يمكنه التنازل أو تقديم المرونة التي تتطلبها ظروف الحياة.
5 – يتميز بالضمير الحي لدرجة مقلقة تجعلك تشعر أن ذلك ليس تقوى أو أمانة، بمقدار ما هو طبع جبلي، نظراً لما يصاحب ذلك الضمير من قلق وانزعاج.
6 – يكون مشغولاً بشكل مبالغ فيه بالمبادئ، والقيم، والأخلاقيات، والمثاليات، وقد يخاصم الناس إن رأى منهم مجرد خطأ يسير لا يستدعي عادة ذلك الانفعال وتلك الخصومة، ومن أجل أن يبرر ذلك الانفعال تجده يبالغ في الاستشهاد بالنصوص الشرعية، والآثار، والأشعار، لكنه استشهاد حرفي لا يعتد بمتغيرات الزمان، والمكان، والأحداث، والأشخاص من حوله.
7 – يتردد كثيراً في توزيع المهمات على من حوله ما لم يتيقن أنهم سيؤدونها تماماً بكل دقة، ويظل يتابعهم بشكل مزعج ربما يمنعهم من مواصلة إنجازها، كما أنه عنيد في رأيه ولا يقبل رأي الآخر نظراً لانعدام المرونة في ذاته.
8 – يعد حريصاً على حفظ المال أكثر مما يجب، ويسعى إلى ادخاره بشكل مبالغ فيه تحسباً لأي طوارئ مستقبلية.
9 – يكون مزعجاً بسماته تلك لمن هم تحت مسؤوليته من أبناء وموظفين، إلا أنه ممتع لمديره نظراً لدرجة الدقة، والانضباط، والتقيد بالأنظمة لديه.
10 – يتميز أيضاً بالطابع الرسمي في التعامل حتى مع معارفهم وذويهم، وترى ذلك أيضاً في مشاعرهم وأحاسيسهم حيث لا يوجد دفء في المشاعر، وتنقصهم التلقائية، ويغلب عليهم طابع الجدية وعلى حواراتهم التفصيل الممل.
11 – يتحمل العمل لساعات طويلة، شرط أن لا تكثر فيها المقاطعات أو أمور مستجدة على روتينه المعتاد، كما يتصف بمحدودية المهارات في التواصل مع الآخرين، ويصر على حتمية موافقة الآخرين لطباعه وحاجاته النفسية، فيقلق عند حدوث أي أمر ربما يؤثر في حياته أو برنامجه اليومي.
12 – يخاف من الوقوع في الخطأ، وهذا ما يفسر طبع التردد لديه وضعف القدرة على اتخاذ القرار لديه، كما أن لديه الاستعداد لإسعاد من يراه أقوى منه في طباعه، ويتعامل مع رغبات أولئك وكأنها واجبات وأوامر.
13 – يراود المريض مخاوف بعدم النظافة، وقد يغسل يديه مرات عدة قبل تناول الطعام، أو بعد الإمساك بأي شيء، كذلك يقلق بشأن غلق الأقفال والأبواب ويتفقدهم باستمرار.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري
1 – ينتشر الوسواس القهري أكثر بين النساء أكثر من الرجال وبين المراهقين.
2 – يصاب بهذا الاضطراب من لديه أقارب يعانون من الوسواس القهري، أو أحد الاضطرابات النفسية.
3 – ينتشر لدى من نشأوا في بيئات فيها مبالغة في التربية على الانضباط، وانعدام التعبير عن الرأي، وعدم المرونة، أو التسامح في التعامل مع الخطأ.
4 – قد يزيد التوتر من أمر الإصابة بالوسواس القهري، كذلك يصاب به من يعاني من اضطرابات نفسية أخرى مثل: الاكتئاب، والتوتر.
5 – يصاب بالوسواس القهري أيضاً من تعرض لإساءة جسدية، أو اعتداء جنسي عندما كان طفلاً.
لا يعد مسار ومآل الوسواس القهري سهلاً في تحديده، وقد تحدث لدى أولئك الأشخاص بعض الوساوس القهرية من وقت لآخر، كما قد ينتابهم نوبات من الاكتئاب، كما قد ينقلب بعض المراهقين ممن يتسمون بسمات هذه الشخصية إلى أشخاص منفتحين مرنين وذوي مشاعر دافئة.
عـلاج الشخصية الوسواسية
يجب أن يكون الفرد المصاب بالوسواس القهري لديه البصيرة بعيوب شخصيته، وينشد العلاج من تلك السمات، وعلى الرغم من إمكانية تحسن هذه السمات إلا أن رحلة العلاج طويلة ، وتشمل :
العلاج الجماعي.
العلاج الفردي.
العلاج السلوكي.
تعلم مهارات التكيف مع الضغوطات.
يساعد العلاج النفسي والسلوكي على مواجهة المريض لمخاوفه وأفكاره المتكررة التي تؤذيه وتضر بمن حوله، بالإضافة إلى وجود أدوية مثل : مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية .. التي قد تعادل كيميائية المخ غير متزنة، ولكن يمكن استخدامها إلا أن تأثيرها قد يكون مؤقتاً، إن لما يصاحبها برامج علاج نفسي.